اضطرابات الأكل
اضطرابات الأكل هي مجموعة من الأمراض المتعلقة بالسلوكيات الغذائية الضارة حول الطعام. تتنوع هذه السلوكيات بين تقييد الطعام المفرط، وتناول الطعام بشراهة، وتؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والعقلية.
اضطرابات الأكل:
هي مجموعة من الأمراض المتعلقة بالسلوكيات الغذائية الضارة والمتمركزة حول الطعام. تتنوع هذه السلوكيات بين تقييد الطعام المفرط وتناول الطعام بشراهة، وتؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والعقلية. تعد اضطرابات الأكل من الحالات الصحية الخطيرة التي تتطلب اهتماماً وعلاجاً فعالاً لتجنب تحولها إلى مشكلات طويلة الأمد قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات.أنواع اضطرابات الأكل:
1. اضطراب الأكل القهري (اضطراب نهم الأكل)
Binge Eating Disorder
اضطراب نهم الطعام، المعروف أيضًا باضطراب الأكل القهري أو متلازمة الشره القهري، هو اضطراب نفسي يتسم بتبني عادات أكل غريبة وضارة. يتميز هذا الاضطراب بتناول كميات كبيرة من الطعام بدون ضوابط، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في وزن الجسم. يستهلك المصابون كميات كبيرة من الطعام تتجاوز شعورهم بالشبع في فترة زمنية قصيرة، غالبًا أقل من ساعتين، ويستمرون في تناول الطعام حتى بعد الشعور بالتخمة غير المريحة. يصاحب هذه الحالة شعور بالنشوة، يليه الشعور بالذنب والخجل، مما يسبب مشاكل صحية إضافية مرتبطة بالنظام الغذائي.يصيب اضطراب الأكل القهري ما يقرب من 2 إلى 3٪ من الأشخاص حول العالم، وأكثر من نصفهم يعانون من السمنة. يبدأ عادة في أواخر سن المراهقة إلى أوائل العشرينات، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي عمر. وهو أكثر شيوعًا بين النساء، ولكنه منتشر أيضًا بين الرجال أكثر من أنواع اضطرابات الأكل الأخرى.
لا يتضمن اضطراب الأكل القهري سلوكيات للتراجع عن الأكل بشراهة، مثل: التقيؤ أو استخدام الملينات. وبالتالي، لا يحاول المريض إفراغ المعدة. ولكي يتم تشخيصه، يجب أن يكون لدى الشخص نوبة واحدة على الأقل من الأكل بنهم في الأسبوع لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر. تحدث نوبات النهم عادة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وتتراوح شدتها بين الخفيفة (نوبة واحدة إلى ثلاث نوبات في الأسبوع) والشديدة (14 نوبة أو أكثر في الأسبوع).
يرتبط اضطراب الأكل القهري بالعديد من المخاطر الصحية الجسدية والعاطفية والاجتماعية الهامة، ويؤثر سلبًا على وزن الجسم، واحترام الذات، والصحة العقلية. قد يشعر المريض بالخوف من زيادة الوزن ويحاول التوقف عن تناول الطعام لفترات طويلة، مما يؤدي إلى دورة غير صحية من النهم والتقييد. يعد هذا الاضطراب عامل خطر لتطوير السمنة، ويرجع ذلك إلى زيادة السعرات الحرارية خلال فترات النهم. غالبًا ما تترافق هذه الاضطرابات مع حالات نفسية مثل: الاكتئاب والقلق، مما يجعلها تحت قائمة الاضطرابات النفسية. كما يحتاج المرضى إلى الدعم لتشخيص المرض وعلاجه.
2. فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)
فقدان الشهية العصبي هو اضطراب في الأكل يمكن أن يؤدي إلى فقدان وزن شديد ونحافة مرضية. تتضمن هذه الحالة قيودًا شديدة على تناول الطعام، وأحيانًا تمارين شديدة وسلوكيات متعددة أخرى. يكون الأشخاص المصابون قلقين للغاية بشأن زيادة الوزن، ويتحول هذا القلق إلى هوس يُعرف بفقدان الشهية العصبي. يصبح الشخص مهووسًا بحساب السعرات الحرارية والجرامات، ويعيش في حالة من الرعب من زيادة الوزن. يستمر في فقدان الوزن بسرعة وبشكل مستمر، ويرفض الاعتراف بأن مثل هذا الوزن المنخفض يمكن أن يكون له عواقب صحية ضارة.كما يتم تشخيص فقدان الشهية بشكل أكثر شيوعًا عند المراهقات، ولكن تم تشخيصه أيضًا لدى النساء الأكبر سنًا والأصغر سنًا، وكذلك الرجال. الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي يتناولون نظامًا غذائيًا منخفضًا جدًا في السعرات الحرارية، ويراقبون اكتساب الوزن يوميًا. غالبًا ما يشعرون بتحسن تجاه أنفسهم عندما يفقدون الوزن.
3. الشره المرضي العصبي (النهام العصبي أو فرط الشهية المرضي) Bulimia Nervosa
الشره المرضي العصبي هو اضطراب خطير في الأكل، يحدث عندما يدمن الأشخاص تناول كميات كبيرة من الطعام مع فقدان السيطرة والتحكم. بعد الإفراط في تناول الطعام، يحاولون التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطرق غير صحية، مثل: التقيؤ الإجباري، استخدام الملينات، أدوية إنقاص الوزن، مدرات البول، أو الحقن الشرجية بانتظام. كما يمكن أن يلجأوا إلى الصيام لفترات طويلة، أو اتباع حمية الماء، أو الحميات الخطيرة، أو التمرينات المرهقة لساعات طويلة. هذه السلوكيات يمكن أن تؤدي إلى أعراض جسدية خطيرة.يتعلق الشره المرضي بالصورة الذاتية وليس فقط بالطعام، حيث يكون المريض مشغولاً بوزنه وشكل جسمه وينتقد نفسه بشدة. لذلك، يشمل العلاج الفعال تبني عادات أكل صحية لتحسين الحالة والتخفيف من المضاعفات الخطيرة.
4. متلازمة برادر ويلي (Prader-Willi syndrome)
متلازمة برادر ويلي هي اضطراب وراثي نادر يؤدي إلى مشكلات جسدية وعقلية وسلوكية. يبدأ بضعف العضلات وسوء التغذية وبطء نمو الأطفال، كما يسبب في مرحلة الطفولة الجوع والنهم. يرغب الأشخاص المصابون بمتلازمة برادر ويلي في تناول الطعام بشكل مستمر لأنهم لا يشعرون بالشبع، ويواجهون صعوبة في التحكم في وزنهم. غالبًا ما يصاب الأطفال المصابون بمتلازمة برادر ويلي بمرض السكري، أمراض القلب، دهون الكبد وغيرها، بسبب السمنة والوزن الزائد.5. النهام العصابي السكري (Diabulemia)
يشير مصطلح النهام العصابي السكري (ديابوليميا) إلى اضطراب في العادات الغذائية، حيث يتعمّد المصابون بداء السكري النوع الأول تقليل جرعات الأنسولين بهدف فقدان الوزن. يُعتبر هذا المرض خطيرًا، إذ أن تقليل الأنسولين المستمر يؤدي إلى تدمير الكبد وقد يتسبب في وفاة المريض. يقدر أن 40% من السيدات المصابات بالسكري يعانين من هذا الاضطراب.6. هوس الأكل الصحي (Orthorexia Nervosa)
يعد هوس الأكل الصحي (أورثوريكسيا) حالة نفسية تتطلب علاجاً. يصبح المصاب مهووساً بتخطيط نظام غذائي مثالي، مما يؤثر على حياته الاجتماعية. يضع المصاب قواعد صارمة حول نوعية وطريقة تناول الطعام، مثل: تناول الخضار فقط، أو مضغ كل لقمة خمسين مرة. يؤدي هذا الاضطراب إلى شعور دائم بتأنيب الضمير، وصعوبة في تناول الطعام خارج المنزل، مما يقلل من الحيوية الاجتماعية للمصاب.7. اضطراب الأكل الانتقائي (Avoidant/Restrictive Food Intake Disorder)
يعتبر اضطراب تجنب الطعام أحد أنواع اضطرابات الأكل، حيث يحد المصاب من كمية أو نوع الطعام الذي يتناوله، غالباً بسبب النفور من خصائصه الحسية مثل: القوام، أو المذاق. يؤثر هذا الاضطراب على النمو وتطور الجسم ويؤدي إلى نقص حاد في التغذية. يصيب عادة الأطفال، لكنه يمكن أن يتطور في أي عمر.8. فقدان الشهية أثناء الحمل (Pregorexia)
يوصف هذا المصطلح بالخوف غير الطبيعي من زيادة الوزن أثناء الحمل. تسعى النساء المصابات بهذا الاضطراب إلى الحفاظ على جسم حمل مثالي من خلال تقليل السعرات الحرارية، والاشتراك في أنظمة غذائية صارمة وممارسة التمارين القاسية، مما يعرض صحة الأم والجنين للخطر. قد يؤدي هذا الاضطراب إلى مضاعفات صحية خطيرة للطفل والأم، مثل: انخفاض وزن الطفل عند الولادة، وأمراض القلب، والاكتئاب.هل اضطرابات الأكل وراثية؟
تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في الاستعداد لاضطرابات الأكل. تشير الأبحاث إلى أن الجينات تسهم في الإصابة باضطرابات الأكل، وغالبًا ما تتوارث هذه الاضطرابات في العائلات. الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي مع اضطرابات الأكل يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.تُظهر الدراسات أن أكثر من 60% من مخاطر الإصابة باضطرابات الأكل تعود إلى العوامل الوراثية. تتحكم بعض المواد الكيميائية في الجوع، والشهية، والهضم، وعادة ما تكون غير متوازنة لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل.
كما أن بعض الجينات التي تم تحديدها تساهم في اضطرابات الأكل وترتبط بسمات شخصية معينة، مثل: التفكير الوسواسي، الكمال، ومستويات عالية من الحساسية، والصلابة. إلى جانب ذلك، يمكن أن تسهم حالات الصحة العقلية، مثل: القلق، الاكتئاب، أو الإدمان في زيادة خطر الإصابة باضطراب الأكل.
ومع ذلك، فإن الجينات وحدها لا تسبب اضطرابات الأكل. تنجم اضطرابات الأكل عن مجموعة من العوامل الوراثية، والبيئية، والنفسية. هذا يعني أن العوامل الوراثية تساهم بشكل كبير في الاستعداد للإصابة باضطرابات الأكل، لكن لا يمكن اعتبارها السبب الوحيد.